عبارات
وأفكار تتداعي إلي الذهن مع الحالة الاحتفالية التي نعيشها هذه الأيام
بدءا باحتفالنا بعيد الأضحي المبارك وبداية العام الجديد وانتهائه برنين
أجراس الكنائس, بعد ساعات قليلة احتفالا بمولد السيد المسيح.
مع ذلك وكي لا نقع في فخ الشعارات الجوفاء أو التعبيرات العاطفية التي قد يتصور البعض أنها تزيد أو مبالغات تقتضيها المناسبة نحاول اليوم أن نقرأ صفحات من التاريخ ونتتبع الأثر المادي الملموس الذي يؤكد الجذور الثقافية المشتركة التي جمعت بين المصريين علي مدي التاريخ سواء من خلال حوار الزميل كارم يحيي والصور المرفقة به التي توضح تجانس العمارة المصرية وتلاقحها من خلال بوابة المتحف القبطي التي تكاد تتطابق مع بوابة جامع الأقمر أو استرجاع قصة أيقونات الفيوم التي حفظتها مصر في فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت في العالم المسيحي في الفترة من726 إلي843 م التي سبق أن تناولتها دنيا الثقافة من خلال تحقيق للزميلة الأستاذة عنايات مرجان من خلال استكمالنا الحوار مع الأثري عبدالرحيم ريحان مدير آثار دهب الذي كنا قد بدأناه قبل أسبوعين حيث حدد لنا طريق الحج القديم, في مناسبة عيد الأضحي, لنقرأ ونتلمس بالأدلة المادية بعضا من حقائق التراث الثقافي المصري التي كادت تتواري لمصلحة التطرف والتعصب وتشويه الوجدان المصري الأصيل..
يقول د. ريحان إن الكم الهائل من الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء بعد استردادها يؤكد أن هذه الآثار المكتشفة لم تمس بسوء طوال العصور الإسلامية بل زاد عليها المسلمون عناصر معمارية لحمايتها وأثاث كنائسي, كما حافظ المسلمون علي الأيقونات وهي صور دينية مسيحية وتحتفظ مكتبة دير سانت كاترين, وحدها بأكثر من ألفي أيقونة من أندر وأجمل وأهم الأيقونات في العالم ولقد حرصت دول عديدة علي استضافة هذه الأيقونات في معارض خارجية ولقد حميت هذه الأيقونات من أن تمس بسوء في فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت في العالم المسيحي في الفترة من726 إلي843 م وذلك لوجودها داخل العالم الإسلامي وزيادة علي ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات من خارج مصر إلي دير سانت كاترين حيث إن عددا كبيرا من الأيقونات التي تعود للقرنين السابع والثامن الميلاديين جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامي في ذلك الوقت كما حرص المسلمون علي إنعاش وحماية طريق الحج المسيحي بسيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق وكان هناك طريقان مشهوران للحج بسيناء طريق شرقي للحجاج القادمين من القدس إلي جبل سيناء( جبل موسي) عبر ميناء أيلة( العقبة حاليا) إلي وادي حجاج بسيناء وطول هذا الطريق200 كم طريق غربي للحجاج القادمين من القدس عبر طريق شمال سيناء وشرق خليج السويس وطول هذا الطريق من القدس إلي جبل سيناء375 كم وساعد ميناء الطور في العصر الإسلامي منذ القرن الرابع عشر الميلادي حتي عصر أسرة محمد علي, علي ازدهار هذا الطريق حيث كان الحجاج المسيحيون يأتون من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلي القاهرة ويحصلون علي عهد الأمان من سلطان المماليك ويقيمون فترة في استراحة الحجاج بالقاهرة حيث يتم تقديم أطعمة للحجاج الفقراء ثم يتوجهون عبر الطريق البري إلي ميناء القلزم( السويس) ومنها إلي ميناء الطور وكان ميناء البندقية( فينيسيا) بإيطاليا يضبط توقيت سفنه التجارية التي تحمل الحجاج المسيحيين من أوروبا مع مواعيد سفن التجارة لميناء الطور مع حساب فروق التوقيت ويتوجه الحجاج بعد ذلك من ميناء الطور إلي دير سانت كاترين ومنه للقدس وتوافد الحجاج المسيحيون من كل بقاع العالم لزيارة الأماكن المقدسة بسيناء وهم آمنون مطمئنون في ظل التسامح الإسلامي الذي سارت عليه الحكومات الإسلامية في المنطقة حيال الحجاج المسيحيين وزار سيناء عدد من الحجاج لا حصر له وكثير منهم من شخصيات ورتب عالية
ومنذ عام1885 م حينما تحول طريق الحج الإسلامي من البر إلي البحر كان الحجاج المسلمون يركبون السفن نفسها التي يركبها الحجاج المسيحيون في طريقهم للطور فكان الحاج المسلم والمسيحي في القارب نفسه ويتوجهون سويا لزيارة الأماكن المقدسة بجبل سيناء ولقد ترك الحجاج المسلمون كتابات عديدة بمحراب الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين, ثم يعود الحجاج المسلمون لاستكمال طريقهم عبر ميناء الطور إلي جدة ويعود بنا الأستاذ عبدالرحيم ليحدثنا عن كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية وهي قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريخ الكنيسة إلي القرن السادس الميلادي حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنارا لإرشاد السفن بخليج العقبة لخدمة تجارتهم عن طريق أيلة قبل مجيء صلاح الدين وبناء القلعة ولم تمس أي مبان مسيحية بسوء وكشفنا عن الكنيسة كاملة وبها أحجار في صلب البناء وأحجار متساقطة عليها كتابات يونانية ورموز مسيحية وصلبان وفي منطقة حمام فرعون التي تبعد عن السويس110 كم تم كشف كهف مسيحي به رسوم لآباء الكنيسة المصرية منهم البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم(20) من آباء الكنيسة المصرية الذي عاش في القرن الرابع الميلادي ولقد هرب المسيحيون إلي هذه الكهوف بسيناء هربا من الاضطهاد الروماني ومازال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء وهناك الكثير من الآثار المسيحية بسيناء وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بمكتبة دير سانت كاترين تؤكد أن المسلمين جاءوا بحرية العقيدة والتسامح ولقد أمر عمرو بن العاص رضي الله عنه بعد دخوله مصر بعودة البطريرك بنيامين إلي كنيسته بعد عشر سنوات هروبا بالصحراء من الاضطهاد قبل العصر الإسلامي ورمم المسلمون الكنائس وأضافوا إليها.
وفي النهاية لا يتبقي إلا أن نقول إن مصر التي ناجي فيها نبي الله موسي ربه واستقبلت العائلة المقدسة وحفظت دير سانت كاترين وغيره من الأديرة وتعانقت فيها مآذن المساجد وقباب الكنائس وردد فضاء سمائها صوت الأذان ورنين أجراس الكنائس ستظل دائما البداية والنهاية وكل عام وكلنا يردد أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء...
مع ذلك وكي لا نقع في فخ الشعارات الجوفاء أو التعبيرات العاطفية التي قد يتصور البعض أنها تزيد أو مبالغات تقتضيها المناسبة نحاول اليوم أن نقرأ صفحات من التاريخ ونتتبع الأثر المادي الملموس الذي يؤكد الجذور الثقافية المشتركة التي جمعت بين المصريين علي مدي التاريخ سواء من خلال حوار الزميل كارم يحيي والصور المرفقة به التي توضح تجانس العمارة المصرية وتلاقحها من خلال بوابة المتحف القبطي التي تكاد تتطابق مع بوابة جامع الأقمر أو استرجاع قصة أيقونات الفيوم التي حفظتها مصر في فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت في العالم المسيحي في الفترة من726 إلي843 م التي سبق أن تناولتها دنيا الثقافة من خلال تحقيق للزميلة الأستاذة عنايات مرجان من خلال استكمالنا الحوار مع الأثري عبدالرحيم ريحان مدير آثار دهب الذي كنا قد بدأناه قبل أسبوعين حيث حدد لنا طريق الحج القديم, في مناسبة عيد الأضحي, لنقرأ ونتلمس بالأدلة المادية بعضا من حقائق التراث الثقافي المصري التي كادت تتواري لمصلحة التطرف والتعصب وتشويه الوجدان المصري الأصيل..
يقول د. ريحان إن الكم الهائل من الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء بعد استردادها يؤكد أن هذه الآثار المكتشفة لم تمس بسوء طوال العصور الإسلامية بل زاد عليها المسلمون عناصر معمارية لحمايتها وأثاث كنائسي, كما حافظ المسلمون علي الأيقونات وهي صور دينية مسيحية وتحتفظ مكتبة دير سانت كاترين, وحدها بأكثر من ألفي أيقونة من أندر وأجمل وأهم الأيقونات في العالم ولقد حرصت دول عديدة علي استضافة هذه الأيقونات في معارض خارجية ولقد حميت هذه الأيقونات من أن تمس بسوء في فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت في العالم المسيحي في الفترة من726 إلي843 م وذلك لوجودها داخل العالم الإسلامي وزيادة علي ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات من خارج مصر إلي دير سانت كاترين حيث إن عددا كبيرا من الأيقونات التي تعود للقرنين السابع والثامن الميلاديين جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامي في ذلك الوقت كما حرص المسلمون علي إنعاش وحماية طريق الحج المسيحي بسيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق وكان هناك طريقان مشهوران للحج بسيناء طريق شرقي للحجاج القادمين من القدس إلي جبل سيناء( جبل موسي) عبر ميناء أيلة( العقبة حاليا) إلي وادي حجاج بسيناء وطول هذا الطريق200 كم طريق غربي للحجاج القادمين من القدس عبر طريق شمال سيناء وشرق خليج السويس وطول هذا الطريق من القدس إلي جبل سيناء375 كم وساعد ميناء الطور في العصر الإسلامي منذ القرن الرابع عشر الميلادي حتي عصر أسرة محمد علي, علي ازدهار هذا الطريق حيث كان الحجاج المسيحيون يأتون من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلي القاهرة ويحصلون علي عهد الأمان من سلطان المماليك ويقيمون فترة في استراحة الحجاج بالقاهرة حيث يتم تقديم أطعمة للحجاج الفقراء ثم يتوجهون عبر الطريق البري إلي ميناء القلزم( السويس) ومنها إلي ميناء الطور وكان ميناء البندقية( فينيسيا) بإيطاليا يضبط توقيت سفنه التجارية التي تحمل الحجاج المسيحيين من أوروبا مع مواعيد سفن التجارة لميناء الطور مع حساب فروق التوقيت ويتوجه الحجاج بعد ذلك من ميناء الطور إلي دير سانت كاترين ومنه للقدس وتوافد الحجاج المسيحيون من كل بقاع العالم لزيارة الأماكن المقدسة بسيناء وهم آمنون مطمئنون في ظل التسامح الإسلامي الذي سارت عليه الحكومات الإسلامية في المنطقة حيال الحجاج المسيحيين وزار سيناء عدد من الحجاج لا حصر له وكثير منهم من شخصيات ورتب عالية
ومنذ عام1885 م حينما تحول طريق الحج الإسلامي من البر إلي البحر كان الحجاج المسلمون يركبون السفن نفسها التي يركبها الحجاج المسيحيون في طريقهم للطور فكان الحاج المسلم والمسيحي في القارب نفسه ويتوجهون سويا لزيارة الأماكن المقدسة بجبل سيناء ولقد ترك الحجاج المسلمون كتابات عديدة بمحراب الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين, ثم يعود الحجاج المسلمون لاستكمال طريقهم عبر ميناء الطور إلي جدة ويعود بنا الأستاذ عبدالرحيم ليحدثنا عن كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية وهي قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريخ الكنيسة إلي القرن السادس الميلادي حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنارا لإرشاد السفن بخليج العقبة لخدمة تجارتهم عن طريق أيلة قبل مجيء صلاح الدين وبناء القلعة ولم تمس أي مبان مسيحية بسوء وكشفنا عن الكنيسة كاملة وبها أحجار في صلب البناء وأحجار متساقطة عليها كتابات يونانية ورموز مسيحية وصلبان وفي منطقة حمام فرعون التي تبعد عن السويس110 كم تم كشف كهف مسيحي به رسوم لآباء الكنيسة المصرية منهم البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم(20) من آباء الكنيسة المصرية الذي عاش في القرن الرابع الميلادي ولقد هرب المسيحيون إلي هذه الكهوف بسيناء هربا من الاضطهاد الروماني ومازال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء وهناك الكثير من الآثار المسيحية بسيناء وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بمكتبة دير سانت كاترين تؤكد أن المسلمين جاءوا بحرية العقيدة والتسامح ولقد أمر عمرو بن العاص رضي الله عنه بعد دخوله مصر بعودة البطريرك بنيامين إلي كنيسته بعد عشر سنوات هروبا بالصحراء من الاضطهاد قبل العصر الإسلامي ورمم المسلمون الكنائس وأضافوا إليها.
وفي النهاية لا يتبقي إلا أن نقول إن مصر التي ناجي فيها نبي الله موسي ربه واستقبلت العائلة المقدسة وحفظت دير سانت كاترين وغيره من الأديرة وتعانقت فيها مآذن المساجد وقباب الكنائس وردد فضاء سمائها صوت الأذان ورنين أجراس الكنائس ستظل دائما البداية والنهاية وكل عام وكلنا يردد أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء...